استعادت قوات النظام السوري بدعم روسي أمس الخميس، السيطرة على مدينة تدمر الأثرية بعد طرد مقاتلي تنظيم الدولة “داعش” منها.
في جنيف، حمّل رئيس الوفد الحكومي السوري، وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطراف واسعة من المعارضة السورية، “مسؤولية أي فشل” في محادثات السلام، متهما إياها بأخذ المفاوضات “رهينة” بعد رفضها إدراج بند مكافحة الإرهاب على جدول الأعمال.
ميدانياً، أعلنت قيادة الجيش السوري في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن “وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحلفاء تستعيد مدينة تدمر”.
وأفادت بأن السيطرة على المدينة تأتي “بإسناد جوي مركز من الطيران الحربي السوري والروسي”.
وجاء إعلان الجيش السوري بعد وقت قصير من تأكيد الكرملين أن وزير الدفاع سيرغي “شويغو” أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين باستكمال العملية في تدمر، وفق ما نقلت وكالات أنباء روسية.
وتقدم موسكو، أبرز حلفاء دمشق، منذ أيلول/سبتمبر 2015 دعما عسكرياً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مكنه من استعادة السيطرة على مناطق عدة في سوريا.
وتمكن الجيش السوري بدعم جوي روسي ومشاركة مستشارين روس الأربعاء وبعد أسابيع من المعارك، من دخول المدينة الواقعة في منطقة صحراوية في ريف حمص الشرقي في وسط البلاد، بعد نحو ثلاثة أشهر من سيطرة التنظيم عليها.
وكان التنظيم قد تمكن من السيطرة على المدينة في 11 كانون الأول/ديسمبر من العام المنصرم، بعد ستة أشهر من طرده منها بعد استيلائه عليها في الفترة الممتدة من أيار/مايو 2015 حتى آذار/مارس 2016.
والمدينة التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي عام، مدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) للتراث العالمي الإنساني نظرا لآثارها القيمة.
وأقدم التنظيم خلال فترة سيطرته الأولى، على تدمير معبدي بعل شمسين وبل وقوس النصر ومدافن برجية، وقطعاً أثرية كانت في متحف المدينة. كما دمّر مطلع 2016 التترابيلون الأثري. ووصفت الأمم المتحدة ذلك بـ”جريمة حرب”.
فيما لم يعلق تنظيم الدولة على العملية العسكرية في تدمر منذ بدايتها، وهو ما يعني وفقاً لمراقبين “إقراراً ضمنياً بالهزيمة”.
فيما قال آخرون إن “التنظيم ربما ينفذ عمليات انتحارية خلال الأيام القبلة، في صورة مكررة عن معارك تدمر السابقة”.
لندن – رويترز