بالميرا مونيتور – خاص:
فبعد أن انتهت تلك الميليشيات من سرقة و إحراق مئات منازل و ممتلكات أهالي المدينة، بدأوا بتطوير العمل للتنقيب و سرقة آثار المدينة .
بدأت قيادات و عناصر ميليشيا جيش النظام و مرتزقته منذ حوالي الأسبوع، بحفر العديد من الحفر في محيط فرع الأمن العسكري غربي مدينة تدمر، و شوهدت تلك الحفريات بالقرب من الفرن الغربي المجاور للفرع، حيث تصنّف تلك المنطقة ضمن الحرم الأثري للمدينة وهي معروغة لدى السكان و المسؤولين بأنها تحتوي على قطع و لقى أثرية تحتها، لا سيما أيضاً تحت أغلب المنازل المحيطة بالفرع.
و يعلم أهالي المدينة أيضاً، بعمليات الحفر التي كان يقوم بها قادة و ضباط فرع الأمن العسكري منذ سنوات طويلة في ذات المنطقة، حيث تم اكتشاف العديد من الأنفاق الممتدة من داخل الفرع إلى محيطه الأثري، و كشفت إحداها سابقاً بالصدفة عندما وقعت سيارة شحن في إحدى تلك الحفر، ليكتشف بعدها أن الحفرة عبارة عن نفق ممتد من داخل الفرع إلى الحرم الأثري المقابل له.
و بعد سيطرة تنظيم الدولة على المدينة في أواخر شهر أيار من عام 2015 و تمكن سكان المدينة من الدخول للفرع و مشاهدة ما بداخله، شاهد الأهالي العديد من الأنفاق داخل الفرع و التي تمتد إلى غربي و جنوبي الفرع باتجاه الحرم الأثري.
يقول “أبو أحمد” عنصر سابق في فرع الأمن العسكري و هو من مدينة تدمر:
كنّا نشاهد العديد من آليات الحفر داخل الفرع و نقوم بصيانتها، و عندما سألنا أحد الضباط عنها، قال لنا بأنها مخصصة للعمل في مهمات خارجية ونبّهنا من السؤال عنها مرة أخرى، و أثناء إحدى مناوباتي الليلية في الفرع، سمعت أصوات حفر بالقرب من المرأب الواقع شمالي الفرع، و عند محاولتي النظر إليها و ماذا يفعلون بها، شاهدتها من بعيد و هي تحفر في مكان وجودها بالقرب من المرآب.
و بالعودة إلى عمليات السرقة و التنقيب الجديدة، فتمت مشاهدة العديد من الحفريات بالقرب من الفرن الغربي المجاور للفرع، و على أسوار الحائط الشرقي للفرع، و حين سأل أحد المدنيين عن الغاية من تلك الحفريات، أخبره أحد العناصر بأنهم يتابعون عملية إزالة الألغام التي زرعها تنظيم الدولة في شوارع المدينة.
تواصلنا مع الشخص المذكور بعد أن غادر المدينة و سألناه عمّا رآه هناك، فأخبرنا بأنه رأى حفر عميقة داخل الأرض وممتدة لأمتار طويلة و رأيت مخلفات و بقايا لقطع و أجرار أثرية في البعض منها، كما شاهدت سيارة محملة بقطع أثرية متجهة على الطريق العام تدمر -حمص .
و يشار بالذكر إلى بأن قيادات و مسئولي أشرفوا بأنفسهم على العديد من عمليات السرقة و التنقيب عن الآثار في المدينة، قبيل سيطرة تنظيم الدولة عليها، حيث كانت تهرّب تلك القطع و اللقى إلى لبنان و الأردن ليتم بيعها في السوق السوداء، حيث كانت توجد عدة مواقع و نقاط تفتيش تتبع للنظام في المنطقة الأثرية أثناء سيطرة النظام على المدينة، لا سيما في منطقة الفنادق جنوبي تدمر، و في منطقة المدافن الجنوبية الشرقية الأثرية، و يمنع على المدنيين و حتى على مسئولي و موظفي دائرة آثار تدمر من الاقتراب منها.