الميليشيات الإيرانية في تدمر، انتشارها ومكمن قوتها وسيطرتها في المنطقة

بالميرا مونيتور

تمنع الميليشيات الإيرانية المسيطرة على معظم مدينة تدمر الأثرية شرق محافظة حمص وسط سوريا، بمشاركة ميليشيات النظام السوري وروسيا، معظم المدنيين من الدخول إلى المدينة قبل الحصول على موافقة أمنية.

وتنتشر بين الحين والآخر “دعوات”، من محافظة حمص وبعض الشخصيات من تدمر والمحسوبين على النظام السوري وضباطه ومسؤوليه، لأجل عودة أهالي المدينة إليها بعد استقرارها، لكن الأهالي وحتى المتواجدين في مناطق سيطرة النظام، يدركون أنها وهمية بعد تجارب أليمة عدة مع النظام السوري ومسؤوليه من جهة، وعدم توفر خدمات وبنى تحتية ومخاوف أمنية من جهة أخرى

وينتشر في تدمر ما لا يقل عن 5000 مقاتل (سوري، إيراني، لبناني، أفغاني)، وينتمون للعديد من الميليشيات الأجنبية التي يقودها الحرس الثوري الإيراني.

يذكر أن المدينة، تعد “منطقة عسكرية، ولا يوجد فيها إلا حوالي 500 مدني، بينهم قسم كبير من الموالين والمحسوبين على النظام السوري والميليشيات الإيرانية وروسيا”، وقسم قليل منهم هم مدنيون عاديين من أهالي المدينة.

تجند الاطفال في تدمر

وقالت مصادرنا: إن الميليشيات الإيرانية المتواجدة في مدينة تدمر وباديتها، يقودها قيادي في الحرس الثوري معروف باسم “الحاج كمال”، والذي يشرف أيضاً على معسكرات تجنيد أطفال في تدمر.
ورغم كل ذلك الانتشار لم تكتف إيران بالشق العسكري، بل أقامت “حوزات” إيرانية في مدينة تدمر بحي الجمعية الغربية ومدينة السخنة شرقي تدمر أيضا، وذلك ﻹقامت الطقوس الشيعية فيها ولتكون مرجعا للمقاتلين في المنطقة.

أجنبية في مطار تدمر

وتنتشر الميليشيات الأجنبية الممولة من قبل إيران في مدينة تدمر وباديتها، وأبرزها:
الحرس الثوري الإيراني، حزب الله اللبناني، لواء فاطميون، لواء زينبيون، عصائب أهل الحق، حصن الوطن، المقاومة الإسلامية العراقية، كتائب الإمام علي.
وتهيمن تلك الميليشيات على العديد من المواقع في المنطقة، وأهمها:
1- مطار تدمر العسكري الذي يعتبر قاعدة عسكرية مركزية للميليشيات الإيرانية.
2- محمية التليلة تم تحويله إلى مركز تدريب للميليشيات الإيرانية.
3- منطقة الدوة الزراعية غربي تدمر.
4- جبل العمور الواقع شمال تدمر.
5- حي الجمعية الغربية في مدخل المدينة الغربي.
3- عشرات الأبنية التي تتخذها ميليشيات إيران مقار عسكرية لها داخل مدينة تدمر. ويتهم سكان تدمر نظام الأسد وميليشيات إيران والقوات الروسية، بتدمير المدينة التاريخية خلال المعارك التي وصفوها بـ “الوهمية”، حيث دخلها تنظيم داعش في عام 2015 بتنسيق مع النظام حسب العديد من التحقيقات حينها، واستعادها النظام بدعم روسي إيراني في عام 2017.
ويلاحظ من خلال رصد حركة تلك الميليشيات في المدينة التي يوجد فيها بعض العائلات، أن هذه المليشيات تبقى بعيدة عن الاحتكاك بأهالي تدمر لأن 90 % من أهل المدينة قد هجروا بعد تدمير المدينة من قبل النظام والروس والإيرانيين، وتحويل تدمر إلى ثكنة عسكرية روسية إيرانية.
جنود روس في المنطقة الأثرية بتدمر
أما عن الجانب الروسي الذي يتقاسم السيطرة مع إيران على المدينة ومنطقة البادية، فيوجد لروسيا قاعدة خاصة في المنطقة الأثرية بتدمر، ويمنع دخول أي عنصر من النظام أو الإيرانيين إليها.
كما يتواجد داخل مدينة تدمر، نحو 300 مقاتل من القوات الخاصة الروسية ومليشيا “فاغنر”، فيما تبقى السيطرة الكبرى لمليشيات إيران بالمنطقة التي تتخذ من تدمر مكان استراتيجي وسط سوريا، ومنفذ قريب من الحدود العراقية التي تأتي منه المليشيات، إضافة لكونه صلة وصل بريف دير الزور الشرقي من الشرق للوصول إلى حقول النفط والغاز شمال وغربي تدمر.
يذكر أن الميليشيات الإيرانية في مدينة تدمر، كانت سبباً رئيسياً في استمرار معاناة أهالي المدينة، الذين فضلوا النزوح على العودة إلى منازلهم، خوفاً من اعتقالهم أو تصفيتهم على يد القوات الأجنبية.