الموت والمجازر يلاحقان أهالي تدمر إلى مناطق نزوحهم وشتاتهم

لا يزال المدنيون في مدينة الرقة يدفعون الثمن الأكبر من ضريبة الحرب المندلعة بين تنظيم الدولة “داعش” من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل طيران التحالف الدولي الذي تواصل طائراته ضرب الأهداف وبشكل عشوائي دون تمييز من جهة أخرى، حتى حصدت أول أمس الأحد، المئات من أرواح السكان المدنيين والنازحين.
ليل يوم الأحد 20 /آذار/2017، ارتكبت طائرات التحالف الدولي، مجزرة بحق أهالي ونازحي بلدة المنصورة في ريف الرقة الغربي، راح ضحيتها نحو 50 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال، وأغليهم من نازحي المناطق السورية الأخرى.

طائرات التحالف الدولي، استهدفت “مدرسة البادية” الواقعة جنوبي بلدة المنصورة بريف الرقة الغربي، وقد بلغ عدد الشهداء نحو 50 شهيداً، إضافة لعشرات الجرحى معظمهم من النساء والأطفال، ولا يزال عدد كبير منهم تحت أنقاض المدرسة.

شهود عيان، أكّدوا بأن القصف، تم بشكل متعمد على المنطقة وهي خالية من أيّة مواقع عسكرية أو أمنية أو مستودعات للتنظيم.

المصادر أكدت أيضاً أن جميع الشهداء هم من النازحين من محافظتي حلب وحمص وريفيهما، كانوا قد قدموا إلى المنطقة في وقت سابق جراء الأحداث التي اندلعت في مناطقهم وتعذر عليهم العودة إلى قراهم التي لا تزال تشهد إشتباكات وقصف بشكل يومي. بالإضافة لنازحين من محافظة الرقة نزحوا من قراهم بعد معارك الدائرة بين داعش وقسد.

وحسب إحصائيات موثقة، فإن ما يقارب 4 عائلات بأكملها من مدينة تدمر، قد قضوا في ذلك القصف، ولا يزال مصير العشرات مجهول كون أغلب الضحايا يتم انتشالهم من تحت الأنقاض، كما أنه هناك ضحايا كثر من نازحي بلدة السخنة شرق تدمر.

مجازر طيران التحالف خلال الأيام الماضية لم تقتصر على ذلك وحسب، بل تلاحق من يحاول الهروب من جحيم القصف اليومي على الرقة وريفها، كما أن ألغام التنظيم في الطرقات تساهم أيضاً في حصد أرواح المدنيين الذين يحاولون الهروب إلى بر الأمان خارج مناطق التنظيم.

يذكر أن ما لايقل عن 25 ألف مدني من مدينة تدمر، قد نزحوا إلى الرقة وريفها، هرباً من القصف والحملات العسكرية التي كانت تشنّها طائرات الأسد وروسيا على المدينة، ويتواجد قسم كبير منهم في المدارس التي تحوي النازحين كونهم لا يملكون قوت يومهم، وليس لهم معيل لمعيشتهم.