يُواجه النازحون في مخيم الركبان الصحراوي على الحدود الأردنية السورية، أزمة حقيقية في تأمين متطلبات الحياة الأساسية، مع قرب حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ، يفاقم ذلك ضعف الاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات المحلية والدولية، نظراً لموقع المخيم وإهماله السياسي المحلي والدولي.
النازحون الذين يتجاوز عددهم ثماني آلاف نسمة، يواجهون في كل شتاء غياب إمدادات التدفئة الأساسية، التي تعمل منظمات محلية ودولية على تزويد المخيمات السورية بها في كل عام، بينما على البقية ومنهم نازحي مخيم الركبان، الاعتماد على النفس لتوفيرها.
وإلى جانب فقدان مواد التدفئة، يعتمد نحو نصف قاطني المخيم على شراء الخبز بشكل مباشر، وهو من المواد الأساسية التي تعدّ عصبا للحياة، يزيد معاناتهم في الحصول عليها انخفاض الكمية وارتفاع السعر.
ووثّق فريق شبابي محلي في المخيم، حاجة أكثر من نصف قاطنيه لشراء الخبز، بينما يعتمد البقية على الانتاج المنزلي إن توفر الطحين، والمخيم غير مزود بخامات الخبز، ويعاني من شح في دعم وتأمين المتطلبات الأساسية للحياة، في الوقت الذي أكد الفريق أن المنطقة شهدت ارتفاعا في الأسعار بنسبة هائلة.
ويتطلع النازحون إلى الحصول على مواد التدفئة كجزء من المساعدات المرتبطة بفصل الشتاء، وتدني درجات الحرارة بشكل أكبر.
وبيّن العديد من قاطني المخيم، أنّ مواد التدفئة من الحاجيات الأساسية لسكان المخيم، ويعتمد الأهالي بشكل كبير على الحطب في التدفئة، مناشدين المنظمات الإنسانية توفيره لنازحي المخيم.
كما أكد المهجر من مدينة تدمر وائل عواد، وهو ربّ أسرة من أربعة أطفال، أنّ فصل الشتاء يحمل معه الكثير من الأعباء، لا سيما أن العمل يقلّ فيه لدرجة كبيرة، ما يجبره على ترقب المساعدات الإنسانية. ومع حلول الشتاء، يأمل هذا العام أن يحصل على كمية من الحطب المخصص للتدفئة. موضحا أنه بات من الصعب عليه الحصول على المواد الأساسية مثل الخبز والزيت.
في المقابل، أكد الفريق الشبابي، أنّ الآلاف من المدنيين يسعون اليوم إلى تقليل عدد الوجبات اليومية وكميات الطعام لتغطية المستلزمات الأساسية، في خطوة جديدة نحو الهاوية وزيادة الفجوات في الاستجابة الإنسانية في سورية.
وتوجّه الفريق بمناشدة للمنظمات الإنسانية المحلية والدولية، داعيا إياها للعمل على تأمين المستلزمات الأساسية للنازحين، وخاصةً مع دخول فصل الشتاء، وعجز المدنيين الكامل في التوفيق بين تأمين مستلزمات التدفئة والغذاء.