“الركبان” حيث الموت البطيء وانعدام الاهتمام, ونشطاء أردنيون يطلقون حملة لإنقاذ المخيم

خاص – بالميرا مونيتور

يعتبر مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية الأردنية من أكثر المخيمات التي تعاني من أوضاع إنسانية صعبة، فهو متواجد في صحراء قاحلة ويحتوي على أكثر من 70 ألف سوري فرّوا من مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش، ويعيشون اليوم في خيامٍ عشوائية ضمن بيئة لا تصلح للعيش، فقد نمى هذا المخيم من حفنة خيام في تشرين الأول 2014 إلى أن تحوّل إلى مدينة كاملة من الصفيح في منتصف 2016

المرتبة الثانية بعد مخيم الزعتري

يأتي مخيم الركبان في المرتبة الثانية بعد مخيم الزعتري من حيث عدد السوريين الذين يأويهم، فمنذ أواخر 2014 بدأ هذا المخيم باستقبال ساكنيه من خلال نقطتي عبور الحدلات والركبان، وبدأت مالركبانفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتسجيل هؤلاء اللاجئين رسمياً منذ حوالي سبعة أشهر، فيما نفت الحكومة الأردنية مؤخراً نيتها نقل الركبان إلى مسافة 5 كلم داخل سوريا وذلك على لسان وزير الاعلام (لناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني) الذي قال بأن الحديث عن نقل مخيم الركبان للاجئين السوريين على الحدود الاردنية السورية قد لا يكون دقيقاً

 

 

وفاة أكثر من 100 طفل داخل المخيم

ضحايا الركبانإنسانياً يفتقر مخيم الركبان إلى المنشآت الحيوية والمياه والدفاعات الطبيعية، فهو عبارة عن صحراء صخرية كثيرة الرياح حارة في الصيف شديدة البرودة في الشتاء، إلا أنه ورغم كل هذه الظروف القاسية أصبح المخيم أبرز محطة توقف للهاربين من نظام الأسد وتنظيم داعش، كما ساهم التدخل الروسي في تشرين الأول في ارتفاع موجة النازحين.

الصحفي الأردني “محمد عرسان” وفي تصريح لبالميرا مونيتور قال: “يمكننا وصف الوضع الإنساني داخل مخيم الركبان بالمأساوي وخاصة بالنسبة للأطفال الذين يعانون من حالات مرضية بسيطة، ومتوسطة يمكن علاجها بسهولة، ولكنها تتسبب بالوفاة بسبب عدم وجود كادر طبي داخل المخيم”.

وبحسب “عرسان” فإن حوالي 100 طفل توفوا خلال أشهر قليلة داخل المخيم بسبب انعدام الرعاية الصحية، وأضاف: “بحسب تقارير طبية من داخل المخيم فإن عشرات الأطفال يعانون من حالات صحية حرجة بسبب مضاعفات بعض الأمراض المنتشرة داخل المخيم كاللشمانيا والحمى وغيرها”

 

نقص في حليب الأطفال

ويضيف الصحفي عرسان قائلاً “المشكلة الطارئة اليوم هي نقص حليب الأطفال وانعدام مستلزمات ما بعد الولادة، فهناك العديد من الحوامل بحاجة إلى رعاية صحية بعد الولادة، وبسبب فقدانها فإن العديد من المولودين حديثاً توفوا بعد ولادتهم فوراً”.

وبحسب “عرسان” فإن إغلاق الحدود بعد التفجير الذي ضرب الحدود منذ فترة وعدم السماح للصليب الأحمر بالدخول وتشكيل فرق طبية داخل المخيم يشكّلان مشكلة كبيرة بالنسبة للأطفال داخل المخيم.

حملة أنقذوا الركبان

نشطاء وصحفيين أردنيين أطلقوا حملة #أنقذوا_الركبان ناشدوا فيها الحكومة الأردنية لإدخال الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية لتلقي العلاج، وعن هذا الموضوع يقول “عرسان”: “نتفهم مخاوف الأردن الأمنية ولكن الحكومة الأردنية أولت للموضوع الإنساني اهتماماً خاصاً حين قالت إن إغلاق الحدود مستمر ولكن لا مانع من ادخال بعض الحالات الإنسانية، فأنا أعتقد أن الأولوية الآن لإدخال الأطفال أو أقلّه إدخال فريق الصليب الأحمر أو اليونيسيف مع مساعدات طبية للأطفال داخل المخيم”.

السلطات الأردنية وافقت على إدخال طفل في شهر تموز الماضي

ومن الجدير بالذكر أن السلطات الأردنية أدخلت في منتصف شهر تموز الفائت الطفل إبراهيم صالح، المقيم في مخيم الركبان، لإجراء عملية جراحية له.

وكان ناشطون أطلقوا نداءات عبر شبكات التواصل الاجتماعي تحت وسم “أدخلوا طفل الركبان”، بعد انتشار مقطع فيديو يبين حالته الصحية السيئة، ويأتي منع إدخال الطفل بعدما أعلنت السلطات الأردنية، الحدود الشمالية والشرقية مناطق عسكرية مغلقة على خلفية مقتل سبعة جنود أردنيين وإصابة 14 آخرين، في تفجير بسيارة مفخخة تبناه تنظيم داعش في حزيران الماضي.

ومؤخراً أعلنت الأمم المتحدة عزمها إدخال مساعدات إنسانية إلى مخيم الركبان منتصف الشهر الجاري، ونقلت “رويترز” عن منسق الأمم المتحدة “إدوارد كالون” قوله، إن الجيش الأردني، وافق أخيراً على دخول مساعدات إنسانية إلى المنطقة بحلول السادس عشر من شهر تشرين الجاري.
وتتضمن المساعدات الغذاء والماء والأغراض الصحية الأساسية ومواد أخرى غير غذائية منها الخيام والملابس.