وفق الأعمال البارثية والسوغدية فإن ماني أرسل ثلاثة تلاميذ بينهم أدا لنشر الديانة “في كافة مقاطعات ومدن روما [أي الامبراطورية الرومانية] وصولاً إلى الاسكندرية الكبرى”. وكانت المحطة السورية الأولى في هذه الرحلة هي تدمر،

حيث اتصل أدا بشكل مباشر مع الامرأتين الأكثر شهرة في البلاط: الملكة وأختها. وتحمل زنوبيا / بت زباي هنا الاسم المحبب تَدي (السوغدي)، وهو تصغير للاسم السامي للمدينة (تدمر) مأخوذاً هنا كاسم علم لشخص. وتعطيها الأعمال القبطية الاسم نفسه إنما على الشكل (تدمر الملكة)، وهي تسمية مثبتة أيضاً في موروث الكتابات العربية للإشارة إلى الملكة: “كانت تسمى تدمر بنت حسان ابن أذينة” كما نقرأ في كتاب البكري. أما بالنسبة للأخت، وهي شخصية مجهولة في المصادر اليونانية ـ اللاتينية إنما التي لعبت دوراً كبيراً في الأخبار العربية كشخصية ذكية ماكرة لا تنفصل عن زنوبيا، فهي تحمل اسم نفصا (بالفارسية الوسطى) ونبصا (بالسوغدية) في التوثيق المانوي.

تشير كافة نسخ الأعمال المانوية باعتزاز إلى النتيجة الكبيرة التي حققتها البعثة التدمرية: “أدخل أدا نفصا في الديانة”، وبعبارة أخرى فقد استطاع هداية أخت زنوبيا. ونجد تفاصيل الظروف التي تم وفقها الاهتداء في الأعمال السوغدية على الشكل التالي: لما كانت نبصا تتألم كثيراً، فقد عمل أدا على شفائها عجائبياً بواسطة “نزول” أي رؤيا لماني نفسه أنعم بها على أخت الملكة. وإثر ذلك تشير الوثيقة نفسها إلى أن عدداً من الأشخاص في تدمر، بينهم الملكة نفسها، أمكن “أن يتعلموا هذه الديانة”. لكن كلمات هذه الجملة لا تعني بالضرورة أنهم اهتدوا إلى الديانة، إنما فقط أن الرسل استطاعوا أن يبشروا بحرية بفضل الحيادية المتسامحة للملكة.
راجع “ميشيل تارديو، حامية المانويين، في مجلد: أنا زنوبيا ملكة تدمر”
الصورة رسم تصوري للملكة زنوبيا ترتدي درعا على غرار النمط الروماني، على طابع بريدي سوري.