البلدية ومجلسها تهملانها.. مكبات النفايات العشوائية تنتشر في مدينة تدمر

بالميرا مونيتور

“لا تكاد تمر بحي أو شارع في مدينة تدمر، إلا وترى أكوامًا من القمامة، على أطراف الطريق وفي الفسحات التي لا تحوي أبنية”، هكذا وصف حسن الصالح من سكان مدينة تدمر حال مدينته اليوم.

وقال حسن، إن انتشار المكبات العشوائية داخل أحياء المدينة التي تسيطر عليها قوات النظام السوري وميليشيات أجنبية، بات واضحًا ويستفحل يومًا بعد يوم، فـ”السكان يرمون القمامة والبلدية تتأخر في إزالتها”.

وتنتشر داخل أحياء مدينة تدمر وشوارعها الرئيسة والفرعية عشرات المكبات العشوائية، بحسب حديث السكان، الذين اتهموا البلدية بإهمالها والتأخر في إزالتها.

كما تحولت بعض الأبنية والبيوت المهدمة إلى مكبات للنفايات أيضًا، وفقًا لما تحدث عنه السكان أيضًا.

موفق العلي، من سكان منظقة الساحة العامة وسط مدينة تدمر، قال، إنه اضطر لجمع شبان من الحي والقيام بحملة نظافة أزالوا خلالها القمامة التي كانت تتجمع على أطراف المنازل، وطالبوا البلدية بوضع حاويات للنفايات.

وأشار العلي إلى أن البلدية ماطلت في تلبية طلب السكان، وقالت إن ذلك قد يستغرق وقتًا ولا يوجد معدات كافية، ما تسبب بتراكم القمامة من جديد في الحي وظهور أكوام من النفايات من جديد، على حد قوله.

مخاطر صحية

عضو في المجلس البلدي التابع لبلدية تدمر (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية)، قال، إن “المجلس” رصد خلال عام 2021 تناميًا في معدل انتشار الأمراض ذات المنشأ الجرثومي، ولا سيما اللشمانيا والتهاب السحايا.

ولم يستبعد أن يكون للمكبات العشوائية دور في انتشار الأمراض، إذ توفر مكبات القمامة بيئة خصبة لظهور وتكاثر معظم أنواع الحشرات التي تحمل الأمراض وتنقلها، إضافة إلى تكاثر القوارض مثل الفئران والجرذان.

وتم ايصال المخاوف حسب قوله، إلى الكادر الصحي في المدينة، لكن دون اهتمام لذلك إلى الآن.

وترحّل بلدية تدمر القمامة من المدينة في فترات متفاوتة وبعيدة إلى مكبات تقع على أطراف المدينة، وترمى النفايات هناك بشكل عشوائي أيضًا دون مراعاة الظروف المناسبة لمعالجة القمامة وفرزها بسبب قلة الإمكانات المتوفرة بحوزة البلدية، وفقاً لما قاله أحد العاملين فيها.

وحمّل العامل في البلدية مسؤولية انتشار المكبات العشوائية للسكان، وقال إن معظم الأهالي لا يلتزمون بالمكان المحدد لرمي القمامة أو الوقت الذي تمر فيه سيارة القمامة.

ويعيش في مدينة تدمر نحو 2000 شخص يعانون وضعًا اقتصاديًا مترديًا بسبب الغلاء وقلة الموارد والعمل، وضعف مصادر الدخل، وسوء وإهمال إدارة المنطقة من قبل “النظام السوري” الذي يسيطر على المدينة منذ العام 2017.