الأمم المتحدة تحذر من انهيار الهدوء الهش في سوريا

المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسون يؤكد ان الأشهر العشرة الماضية كانت الأكثر هدوءا في تاريخ الصراع السوري لكن ذلك لا يمكن ان يمنع حدوث انهيار في اية لحظة.

حذر المبعوث الأممي لسوريا، غير بيدرسون، الأربعاء، من انهيار “الهدوء الهش” في سوريا في أية لحظة.
جاء ذلك في جلسة إفادة قدمها بيدرسون، إلى مجلس الأمن، حول تطورات الأزمة السورية التي تندلع حربها منذ سنوات.
وقال “الأشهر العشرة الماضية كانت الأكثر هدوءا في تاريخ الصراع السوري”، محذرا “هذا هدوء هش يمكن أن ينهار في أية لحظة” داعيا المجتمع الدولي إلى ضرورة التضافر من أجل التوصل لتسوية سلمية تضمن تحقيق طموحات جميع السوريين”.
وأوضح أنه “يواصل مساعدة اللجنة الدستورية التي يقودها ويملكها السوريون وبتيسير من الأمم المتحدة”.
وكشف أن الدورة الخامسة لهيئتها المصغرة ستنعقد في جنيف الأسبوع المقبل من 25 إلى 29 يناير/كانون ثان الجاري، دون تفاصيل أكثر.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2015، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار 2254، الذي يعطي موافقة أممية على خطة تدعو لوقف إطلاق النار بسوريا، وإجراء محادثات بين الحكومة والمعارضة.
ووفق القرار شكلت الأمم المتحدة “اللجنة الدستورية” الخاصة بسوريا، من أجل صياغة دستور جديد، ضمن مسار العملية السياسية، وهي مقسمة بالتوازي بين النظام والمعارضة وممثلي منظمات المجتمع المدني.
لكن الساحة السورية تشهد في الاونة الاخيرة تحركات عسكرية ومواجهات بين المعارضة والقوات السورية في عدد من المناطق شمال البلاد رغم وجود محاولات لاعادة التهدئة.
والشهر الماضي أرسلت روسيا تعزيزات كبيرة إلى مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، ضمت نحو 500 عسكري وأسلحة ثقيلة ومدرعات ومروحيات، فيما ذكرت مصادر محلية، الاثنين أن عشرات طائرات الشحن تحمل جنودا روس وقوات موالية للنظام السوري، نزلت خلال الأسابيع القليلة الماضية بمطار القامشلي قادمةً من قاعدة حميميم غربي البلاد.
وأضافت المصادر بأن التعزيزات ضمت إلى جانب المئات من العسكريين الروس من مختلف الرتب، نحو 1300 عنصر من الميليشيات المحلية.
كما ضمت التعزيزات مئات العربات المدرعة و6 مروحيات وطائرتين حربيتين من طراز سو 27، فيما ذكرت المصادر المحلية أن الضباط الروس بدؤوا بتدريب عناصر النظام والمليشيات الموالية للأسد، حيث يجري التدريب على راجمات الصواريخ والمدفعية عيار 157 والعربات المحملة بالرشاشات الثقيلة.
ورفعت التعزيزات الأخيرة عدد الجنود الروس في مطار القامشلي ومحيطه إلى ألف جندي، بينما لم تتضح الدوافع وراء هذا الحشد العسكري.
وجاءت تلك التطورات تأتي على اثر مواجهات عنيفة في شمال شرق سوريا بين قوات سوريا الديمقراطية التي يُشكّل المسلحون الأكراد عمودها الفقري، وبين فصائل سورية موالية لتركيا قرب عين عيسى القلب النابض للإدارة الذاتية الكردية وهي الأعنف منذ أشهر.
وأعلنت دمشق مرارا انها ستعمل على استعادة السيطرة على كامل التراب السوري، فيما تبدو المواجهة بين القوات السورية والمسلحين الأكراد مؤجلة إلى حين وكذلك المواجهة مع القوات التركية، فالنظام السوري الذي يعتمد إلى حدّ كبير على مستشارين عسكريين روس وآخرين من إيران يتحرك ضمن إستراتيجية تخفيف جبهات المواجهة وقد يكون تأجيل فتح جبهتي شمال وشرق سوريا مؤجلة إلى حين.
وبالتزامن مع هذه التطورات اعاد جماعة داعش تنظيم صفوفها وشنت مؤخرا عدة هجمات دموية ضد القوات السورية والميليشيات المتحالفة معها مع جعل الجيش الروسي ينفذ غارات على مواقع التنظيم في البادية.

 

وكالات

تعليق