الأدوية الإيرانية تنتشر في تدمر وسط غلاء الأصناف السورية

اضطر خليل الحاج (اسم مستعار)، كباقي زملائه الصيادلة في مدينة تدمر، وسط البادية السورية، إلى القبول بأصناف أدوية إيرانية في صيدليته بسبب عدم توفر أصناف سورية وغلاء أخرى، لكن نقص الثقة بالدواء الإيراني تسبب بنقص إقبال السكان على شرائها.

ويعبر “الحاج” عن شعوره بالأسف، هذه الأيام، بسبب اقتصار عمله على بيع مستحضرات تجميل، وذلك لقلة الطلب على الأدوية الإيرانية ، وسط غلاء السورية إن وجدت.

 ويتحسر على سنوات دراسته الأكاديمية إذ بات اعتماده في تأمين قوت يومه وأجرة صيدليته متوقفة على بيع مواد التجميل بشكل أساسي.

أصناف محلية غالية

وتشهد مدينة تدمر والقرى والبلدات التابعة لها مع كل مرة تطلق فيه القوات الحكومية السورية والقوات الموالية حملات أمنية في محيط المدينة ضد خلايا تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، ارتفاعاً في أسعار المواد الاساسية، بسبب ارتفاع تكاليف جلبها من العاصمة والمدن الرئيسة.

وذلك لوجود مخاطر على الشاحنات والبضائع خلال تلك العمليات.

وتنتشر خلايا تابعة لتنظيم “داعش” بشكل كبير في مناطق البادية القريبة من مدينة تدمر مستفيدة من الطبيعة الصحراوية للمنطقة.

ويعزو عاصم الأحمد، وهو بائع أدوية في تدمر، تخوف أصحاب مستودعات الأدوية في مدينة حمص من إرسال شحنات الأدوية إلى تدمر إلى مخاطر تعرضها للاستهداف وعمليات السطو على الطرق الخالية التي تصل تدمر بالمدن الكبرى.

ويشير الى أن “سبب ارتفاع أسعار الأدوية في تدمر تعود لارتفاع تكاليف المواصلات المضافة للسعر الحكومي، وامتناع الكثير من مستودعات الأدوية الرئيسة عن إرسال الأدوية إليها بسبب مخاطر الطرق.

وتتم اضافة مبلغ 150 ألف ليرة سورية في الحالة الطبيعية على تكاليف وصول كل سيارة أدوية من مدينة حمص الى تدمر “ما يساهم في رفع أسعار البضائع عموماً.” 

بدائل إيرانية غير موثوقة

ويلجأ صيادلة في تدمر إلى اعتماد الأدوية الإيرانية كبديل عن الأصناف السورية، لسد حاجة المرضى من العلاج في ظل الظروف الراهنة.

لكن ياسر الخليل، وهو من سكان مدينة تدمر، إنه يقوم بتوصية أصدقائه لجلب دواء السكري الخاص بوالدته من مدينة حمص أثناء عودتهم من هناك، وذلك لعدم ثقته بالصنف الإيراني.

ويخشى “الخليل” “أن يكون الدواء منتهي الصلاحية أو يتم إعادة تعليبه وبيعه من جديد للسوريين ، أو يكون له آثار جانبية لا يعرفها.”

ويقول صيادلة إن الأدوية الإيرانية لا تخضع لجمركة، على عكس المواد الأولية التي تستوردها معامل الدواء السورية، وهو ما يتسبب بفارق أسعارها في الصيدليات.

وقال الصيدلي خليل الحاج إنه يعتمد على الأصناف الإيرانية “لأنها أرخص من الدواء السوري في الوقت الراهن”.

 ويصل سعر صنف الدواء السوري الصنع الخاص بمعالجة الصداع الى 3500 ليرة سورية، بينما يبلغ سعر الصنف نفسه من الدواء الإيراني 500 ليرة سورية فقط .

“لكن سكان تدمر ومحيطها لا يثقون بالدواء الإيراني، بسبب انتشاره المفاجئ في الأسواق، وعدم اعتيادهم عليه، وتخوفهم من ان تكون له آثار جانبية لا يعرفونها”، بحسب “الحاج”.

وأضاف الصيدلي: “بالإضافة إلى أن النشرة المرفقة للدواء الإيراني تكون باللغة الفارسية والإنكليزية، ما يمنع المرضى وذويهم من فهم خواص الدواء والتحذيرات وإرشادات الاستعمال.”