الآغورا الشامخة في مدينة تدمر

الآغورا

الآغورعندما نتجه نحو الأغورا، حيث كان يلتقي الأعيان والتجار والأجانب، وحيث كانت حيوية تدمر تتجسد من خلال فخامة ساحة التجمعات العامة للمدينة، المربعة الشكل، والمزينة بالأعمدة وقد نصبت على حوامل عليها تماثيل النبلاء والأعيان والتجار والقادة وغيرهم.

نمر أمام البناء الذي دعي أحياناً مجلس الشيوخ Sénat، إنما الذي ليس على الأرجح كما يرى عدد من علماء الآثار سوى قاعة اجتماعات أو قاعة فخمة للتجار أو ربما كان هيكلا اختفت معالمه أو قاعة ولائم طقسية أو غير طقسية. تقع هذه القاعة إلى الجانب الجنوبي ـ الشرقي للأغورا بشكل ملاصق لها بحيث يبدو واضحاً أنها كانت قاعة ملحقة يتم اجتيازها قبل الدخول إلى الأغورا بحصر المعنى عبر باب إلى الشمال.

الآغورا
الآغورا

وإذا دخلنا إلى الأغورا، لا بد أن تفاجئنا عوالم من الصور والأصوات والألوان منبعثة من الماضي، حيث الأعيان يقفون في تجمعات يتداولون الشؤون الهامة، وحيث يخفت ضجيج المارة والباعة والعربات والجمال في الشارع المعمد القريب..
في الأغورا كان قد تم اكتشاف نحو مائة وخمسين كتابة: وقد نقل جزء منها إلى متحف تدمر، لكن بعضها ظل في موضعه. وهي في معظمها كتابات تعرّف بالأعيان التدمريين الذين وجدوا لتماثيلهم مكانا على أعمدة الساحة العامة. إن التكريسات المقدمة لشخصيات رسمية من المدينة، بالإضافة إلى العدد الكبير من البطاقات الرسمية التي اكتشفت في هذا الموضع وفي القاعة الملاصقة، يتوافقان مع وظيفة الأغورا كمكان للقاءات ومع وظيفة القاعة الملحقة بها كمكان اجتماعات وولائم أحيانا كانت تستدعي حمل بطاقات دعوة خاصة.

الآغورا
الصورة إعادة بناء لساحة الأغورا اعتمادا على المخططات والمكتشفات الأثرية في موضعها.