الآثار السورية… ماض مشرق وواقع مرير ومستقبل مجهول

يوسف كنجو-كاتب وباحث آثاري
عندما تحصد الأرواح ويهجّر الناس، ويباعد بين الأقارب إلى أجل لا يعرف مداه، تكون الحرب قد دقّت إسفين التفرقة والتفكك، ودمرت بذلك النسيج الاجتماعي، وهذا ما حدث في سورية فعلاً، فقد اقتصّت الحرب من البشر والحجر على حدّ سواء، مشوّهة الهوية والبناء الاجتماعي للشعب السوري، بالتزامن مع الأضرار الجسيمة التي طالت التراث الثقافي، والذي لا يقلّ أهمية عن الإنسان، نظراً للارتباط الوثيق بينهما بعوامل عدّة: كالهوية، التاريخ والحياة اليومية، ويبدو أن تلك المعاناة ستحتاج إلى عقود طويلة حتى تتلاشى ويضمحلّ أثرها عن الأجيال القادمة.

إن توقف مشاريع البحث الأثري في سورية، والبالغ عددها حتى عام 2011 أكثر من 140 فريقاً علمياً، يعني حرمان المجتمع السوري والمجتمع الدولي من كم هائل من المعرفة حول الهوية السورية والتاريخ الحضاري البشري في الشرق الأوسط، والذي بدوره سيؤثر سلباً على الأجيال القادمة

تعليق