بالميرا مونيتور – خاص:
تستمر المعارك والإشتباكات بين تنظيم الدولة “داعش” من جهة، وجيش النظام وميليشيات موالية له من جهة أخرى، في محيط وتلال مطار التيفور العسكري بالقرب من مدينة تدمر بريف حمص الشرقي.
حيث يحاول جيش النظام السوري، مدعوماً بميليشيات الدفاع الوطني وميليشيات أجنبية وبغطاء جوي مكثف من الطيران الروسي، يحاول فك الحصار عن المطار الذي يحاصره التنظيم من جهاته، الشمالية والجنوبية والشرقية، وذلك بعد إعلان النظام لبدء معركة جديدة في المنطقة، تهدف لفك الحصار عن المطار واستعادة حقول وآبار النفط والغاز القريبة منه، والتقدم بإتجاه مدينة تدمر التي سيطر عليها التنظيم مؤخراً.
وتتركز المعارك والإشتباكات في الجهة الشمالية الشرقية للمطار، بالقرب من قرية “التياس” المجاورة له، حيث يحاول النظام جاهداً السيطرة على التلال الاستراتيجية المحيطة بالقرية والتي تعتبر نقاط ارتكاز التنظيم في حصاره للجهة الشمالية للمطار.
وفيما يخص تطورات التقدم والتراجع الميداني لكلا الطرفين، فاقتصر من جهة النظام على إحراز تقدم بسيط في محيط قرية ” التياس”، وذلك بعد محاولات عدة وخلال اكثر من أسبوع، أسفرت عن سيطرة النظام والميليشيات الموالية له على ثلاث تلال في محيط القرية، لإضافة للسيطرة على نقطتين بالقرب من مفرق بلدة “القريتين” جنوب غربي المطار، وهذا التقدم كلّف جيش النظام ومواليه، عشرات القتلى والجرحى من العناصر البشرية، بالإضافة لخسائر مادية من دبابات ومدرعات وغيرها من الآليات بين تدمير وإعطاب من قبل التنظيم في محاولات مستمرة للسيطرة، تمكّن التنظيم من إفشالها سابقاً.
حيث بلغ عدد قتلى عناصر النظام والميليشيات الموالية له، نحو (28) عنصر وعشرات الجرحى، خلال مدة لا تتجاوز الأسبوع، وتركزت كل تلك الخسائر في معارك السيطرة على محيط قرية التياس، بالمقارنة مع الخسائر القليلة جداً من عناصر ومعدات التنظيم
والجدير بالذكر والملاحظ جلياً خلال المعارك والاشتباكات الحالية، هو استخدام التنظيم لعنصر المفاجأة والكمائن بشكل كبير في المنطقة، حيث سقطت أغلب خسائر عناصر جيش النظام وميليشياته، إما في الكمائن التي وضعها التنظيم في محيط مناطق تمركزه، أو في مباغتة عناصر النظام بعد سيطرتهم على النقاط والهجوم عليهم ليلاً في ظل غياب الغطاء الجوي عنهم، واستعادة السيطرة على النقاط والمواقع التي يخسروها نهاراً، كما يواصل التنظيم وبشكل شبه يومي، قصف المطار بالصواريخ والمدافع الثقيلة لإبقائه خارج الخدمة، وهذا ما هو حاصل فعلياً بحصار التنظيم للمطار، إضافة لسلاح السيارات المفخخة والتي تعتبر السلاح الفتاك والفعال من قبل التنظيم تجاه أعدائه.
واللافت للنظر أيضاً في تلك المعارك، هو عدم جدوى كل التعزيزات المؤلفة من العنصر البشري وبالأخص الميليشيات الأجنبية والمحلية، إضافة إلى العتاد والغطاء الجوي الذي يلازم المعارك بشكل شبه يومي، حيث استقدم النظام مئات العناصر من “الفيلق الخامس” المشكل حديثاً ومرتزقة من ميليشيات أجنبية شيعية، في سبيل إحراز تقدم وفك الحصار عن المطار والبدء بمعركة شاملة في المنطقة، والتي تم الإعلان عنها مؤخراً.
ويرى محللين عسكريين، بأن التنظيم يعمل على تكتيك عسكري مميز في حصار المطار الاستراتيجي في المنطقة، والذي تحيط به، العديد من الكتائب والألوية العسكرية التابعة لجيش النظام والتي عمل التنظيم على تحييدها منذ بداية معاركه وحصاره للمطار.