«ضامنو» مسار آستانة يجتمعون في جنيف قبل السوريين
ابراهيم حميدي – الشرق الوسط
ما لم يفرض «كورونا» قواعده في آخر لحظة، فإن اجتماعات اللجنة الدستورية السورية بمشاركة وفود من الحكومة و«هيئة التفاوض» المعارضة والمجتمع المدني، ستعقد في جنيف في 24 الشهر الجاري. وستكون هذه الاجتماعات فرصة لاختبار مستجدات مواقف الأطراف المعنية بعد غياب طويل من جهة، وإعلان «ضامني» مسار آستانة الثلاثة بأنهم «رعاة حقيقيون» للعملية الدستورية. وكان لافتا، أن الرئيس بشار الأسد أشار إلى أن «تدخل» واشنطن وأنقرة حول «المبادرات السياسية إلى خزعبلات».
وإذ لا يزال المبعوث الأممي غير بيدرسن حذراً في تبني استضافة الاجتماعات تاركا خياراته مفتوحة بعد التأكد من إمكانية حصولها واستعداد دمشق والمعارضة للدخول في «حوار بناء لإصلاح دستوري بملكية سورية وقيادة سورية»، فإن موسكو وأنقرة وطهران قررت إيفاد نواب وزراء الخارجية لعقد اجتماع ثلاثي لـ«الضامنين – اللاعبين» عشية اجتماع «السوريين – المتخاصمين».
– مرحلة انتقالية أميركية
ولم تكن هذه المرة الأولى، التي تسعى فيها الدول الثلاث إلى «خطف إنجازات» المسار الدستوري، إذ أن وزراء خارجية هذه الدول سبق وأن جاءوا إلى جنيف لوضع وزنهم وراء فرض تصوراتهم لـ«الإصلاح الدستوري السوري»، الأمر الذي «فرمله» الأمين العام أنطونيو غوتيريش. لكن الفرق حالياً، هو أن واشنطن مشغولة بأولويات أخرى: اعتماد مسار العقوبات وتطبيق «قانون قيصر» كأداة لـ«الضغط الأقصى» لمعاقبة دمشق والضغط على موسكو، وقرب انتهاء ولاية الرئيس دونالد ترمب وما يعني ذلك من سباحة البيروقراطية الأميركية في هامش المرحلة الانتقالية.
نظرياً، يفترض أن يجتمع ممثلو الحكومة السورية والمعارضة والمجتمع المدني لبحث الإصلاح الدستوري. هذه الاجتماعات تجمدت سابقاً بسبب الخلاف على الأجندة. وفد الحكومة يريد البدء بالاتفاق على «المرتكزات الوطنية» التي تتعلق برفض «الاحتلالات» والإرهاب، فيما كان وفد المعارضة يريد الانطلاق في مناقشة الدستور ومبادئه. لحسن الحظ، وبعد تدخل موسكو، تمكن بيدرسن من التفاهم على أجندة للاجتماعات. نص الأجندة، هو: «تماشيا مع الولاية والاختصاصات والقواعد الأساسية للإجراءات للجنة الدستورية، إجراء مناقشة الأسس والمبادئ الوطنية». لكن الغموض العميق في هذه الأجندة، سيخضع للاختبار في جنيف. أيضا، سيخضع للاختبار وعد روسي بإقناع دمشق لإبقاء وفدها، الذي تعتبر دمشق «كيانا سياديا مستقلا» لا تتدخل في عمله، في جنيف لأكثر من أسبوع للإفساح في المجال لمناقشات جادة. وكان هذا أحد محاور زيارة المبعوث الروسي الكسندر لافرينييف الأخيرة إلى دمشق.