إنّه لمن المحزن أيّها الفراتيّ أن تلقي بك الأيّام على مائدة اللئام.

أحمد الياسين

أحمد الياسين

هل يعي الفرات والخابور ودجلة ياشقيق الأنهار حجم ماساتك في بلاد الآخرين ؟

هل يبذل الآخرون جهدا قليلا لتخيّل حياتك السابقة وانت تستقبل الاصدقاء والجيران في منزلك وحديقتك ومزرعتك ببشاشة القدّيسين ؟


انت لم تقتل لبنانيّا واحدا ولم تنهب بيتا او شجرة او البوم صور، إنّ الذي فعل ذلك هو الجيش السوري الذي شرّدك ولكنّك لا تستطيع ان تخبرهم بذلك لأنّ العبيد حين يفكّرون بالنجاة لا يهتمّون بغيرهم.


ومن المؤسف أن يكون هذا التنمّر قدرك في كلّ بقعة تجبر على الذهاب إليها وليس في لبنان فقط.


السوريون كلّهم شربوا كأسا واحدا من العذاب ولكنّ الذين ادخل النظام داعش إلى مناطقهم شربوا كأسين ومازال الآخرون يعدّون لهم الكأس الثالث الذي قد يكون الأخير.


ابكتني كلماتك وانت تقول لهم هذه من الأمم ) إذا هي ليست منكم …


كان من الواضح أنَك محاصر بالوحدة والحزن والفقر وحدك ليس معك إلّا كبرياؤك ومن الواضح أنَك لن تستطيع الاستنجاد بمازن او طيء أو وائل فهي صارت من العرب البائدة كجرهم وجديس وأنت لم تعد تملك إبلا او ماعزا او دجاجا لتقول:


لو كنت من مازن لم تستبح إبلي
بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
إذا لقام بنصري معشرً خشنً
عند الحفيظة إن ذو لوثة لانا


لكنَك ايّها الفراتيّ تعرف أنّهم ليسوا من صنع الجريمة وتعرف انت وطفلك أنَ الجريمة صنعها النظام المجرم الذي ارسلك إلى حيث تموت بدون إبل او خيمة أو جنازة أو قبر.

تعليق