من الموت إلى مايشبه الحياة يمضي أهلنا، يسيرون على أرض الملح فيذوب المكان في تيه الرحيل.تبيع نساؤهم خواتم العرس وأقراط الطفولة ويستنزفون ما تبقّى من مدّخراتهم وهم يعبرون التيه المزدحم بالأضداد ومفردات الصراع.
كان ينتظرهم قبل الوصول إلى إدلب أو الباب تجّار الحروب الذين ينتصرون في غزوة التهريب ويستولون على كلّ ما يملك أهلنا من مال.
هنا إدلب: نحن لسنا في العراء ولكنّنا مهدّدون بأن نكون في العراء
كلّ تفصيل في حياة عائلة واحدة قد يعادل تفاصيل حياة ّقبيلة كاملة من قبائل الهنود الحمر
آلاف الأطفال احترقت مرحاتهم وصورهم وشهادات ميلادهم.
تركوا في مدينتهم المنكوبة دفاتر الرسم وعلب التلوين ووسائد النوم والفرح قبل وصولهم إلى الرقّة هاربين ببقايا أجسادهم المتعبات في نزوحهم الأوّل أو الثاني والآن وبعد هروب ذويهم من الموت في نسخته الجديدة وبعد وصولهم إلى إدلب والباب ومناطق أخرى باتوا يدركون حجم مأساتهم أكثر من الكبار.
لقد تحطّم كل ّ شيء دفعة واحدة… .صور الطفولة… غناء العصافير .. فرح الصباح
نناشد المنظّمات الإنسانية والإغاثيّة والهيئات المعنيّة بحقوق الإنسان والطفولة لكي تمدّ يد العون لأهلنا المهجرين ونطلب مساعدة عاجلة لهم فالضحايا على الأرض ينتظرون.
أحمد الياسين – مدرّس وكاتب من مدينة تدمر